تهافت الرؤساء وثناء العلماء
عرف عن الشيخ محمد حبه لمجالسه العلماء لا الأمراء فلم يسع الى رضا ملك او رئيس ولا التقرب لأحدهم فهو رجل القرأن بل هم من يسعون اليه ويتمثل ذلك في الدعاوى المبعوثه للشيخ الجليل من الرئيس الأندونيسي سو كارنو والمللك السنوسي ملك ليبيا ويحكي لنا الأستاذ محمودالسعدنى قالانه الشيخ محمد صديق المنشاوى ... شيخ ولد من رحم الخشوع وتربى بين احضان التضرع والسكينةفأصبح رئيسا لجمهورية الاحساس بلا منافس اومنازع فهو الذى يدق ابواب القلبفي خضوع وتواضع ليدخل بسرعة البرق وينشر احساسه الرائع وخشوعه الرهيب واذكر لكم واقعة بسيطة عندما ذهب الشيخ المنشاوى الى ليبيا ليقرأ أمام الملك السنوسي ملك ليبيا في الستينات وكان هذا الملك يملك ساعة يد قد صنعتمن أجله خصيصا ولا يوجد منها في العالم الا واحدة فقط وكانت هذه الساعة هىأغلى شىء يقتنيه هذا الملك وبدأ الشيخ المنشاوى في التلاوة فأبكى الجميع حتى الملك نفسه بكى بكاء شديد وطلب من الشيخ المنشاوى أن يتوقف عن التلاوةثم قام وخلع ساعته أمام الجميع وأعطاها للشيخ المنشاوى فقال له الشيخ عفيف النفس لا فأنا أعلم أن هذه الساعة هى أغلى شىء تقتنيه وتحبه فقال له الملك كيف لا أعطيها لك وأنت الذى دخلت قلبي دون أن تستأذن ثم أعطاها له .
وكان قد أرسل الرئيس عبد الناصر أحد وزرائه لسيدنا المنشاوي بدعوه للقراءه في محفل يحضره الرئيس عبد الناصر فوجه إليه الدعوة قائلاً له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفلاً بحضرة الرئيس عبدالناصر، فما كان من الشيخ إلا أن أجابه قائلاً: ولماذا لا يكون الشرف لعبد الناصر نفسه أن يستمع إلى القرآن بصوت محمد صدّيق المنشاوي. ورفض أن يلبي الدعوة قائلاً: لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إليَّ أسوأ رسله.
الثناء الطيب1-ثناء فضيلة العالم الرباني الشيخ محي الدين الطعمي حفظه الله؛ فقد جاء في كتابه (الطبقات الكبرى) ج3/472 ما نصه: رأى له سيدي محمد أبوبطانية – رحمه الله – رؤى صالحة تدل على ولايته وصلاحه. وكان إذا قرأ القرآن أحس المستمع أنصوته كصوت الحور العين، يؤثّر تأثيراً ربانيّاً في ذات الجالسين، وينقلهم إلى عالمٍ لاشيء مثيله في الماديات.
2-فضيله العلامه عبد العزيز بن باز قال ((هو الصوت الذي لايمل منه))
3-الشيخ الألباني كان الشيخ الألباني يبكي عند الأستماع الى الشيخ المنشاوي ويحكي لنا الأستاذ محمد ابن احمد (ابو ليلى الأثري) وكان من تلامذة الأمام يقول انه دخل عليه غرفته ذات مره فأستأذن عيه فوجده يستمع الى تلاوة الشيخ المنشاوي ويبكي
4-الشيخ ابو أسحاق الحويني يقول :انا أرى في أعتقادي الشخصي انه لم يقرأ القرأن أحد مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي في عذوبة الأداء وانضباط القواعد
5-الشيخ عمر عبد الكافي :الشيخ المنشاوي انا أقدمه طول عمري على كل المقرئين فالشيخ المنشاوي يقرأ القرأن من داخل قلبه اذا كان أبو موسى الأشعري أوتي مزمارا من مزامير ال داود فهكذا أرى فضيله الشيخ المنشاوي وكان حنون في قرائته يقرأ وكأنما يفسر وقد كنت صغيرا وأفهم القرأن من خلال قرائته
6-الشيخ محمدالراوي يقول فضيلته ردا على سؤال للكاتب صبحي مجاهد حين سأله عن:
متى تستشعر أنك أكثر قربا من الله؟ وما هي أول لحظة شعرت فيها بهذا القرب؟
- مع قراءة القرآن أستشعر أنني قريب من الله؛ لأنني أحب القرآن منذ الصغر،وأول لحظة شعرت فيها بهذا القرب من لحظة سماعي لقوله تعالى: "الله لطيف بعباده" فعند سماعي لهذه الآية ظللت أبحث عنها في المصحف أكثر من ساعة حتى أستشعر معناها في قلبي.
ولا أنكر فضل قراء القرآن أصحاب الأصوات الندية في تقوية العلاقة مع آيات الله والقرب من الله عز وجل، ومن بين القراء الذين أثروا في حياتي هوالشيخ محمد صديق المنشاوي، فعندما كنت أذهب إلى المسجد كنت أحتار فيماسأقوله في الخطبة، ولكن عند سماع القرآن من الشيخ المنشاوي كنت أشحن بالمعاني التي أريد قولها في الخطبة، والسبب هو أن الشيخ المنشاوي كانت قراءته تثير بكاء النفس، وتستشعر فيها أنك مسحوب وهائم في معاني القرآن.
7-الشيخ السويسي :ا لشيخ محمد صديق المنشاوي يعد صاحب أول مصحف مرتل في دولة التلاوة ويقرأ القرآن من قلبه قبل لسانه
8-الشيخ أحمد العجمي يقول :الشيخ المنشاوي من أفضل القراء تجويداوحفظا ويقول انه قرأ فتره من الفترات بطريقة الشيخ المنشاوي في المسجد الكبير خلال صلاة المغرب
أخلاق رجل القرأن
1-تواضعه رحمه الله
تتضح لنا معالم هذا التواضع في عدة امور فكان الشيخ رحمه الله اشترى السيارة عام 1955م ولم يكن له بها هوى ولكنها فقط كانت تعينه في تنقلاته خارج القاهرة أما فيما عدا ذلك فكان قليلاً ما يركبها. و رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه عندما كان يجلس أمام بيته لا يعرفه الناس فلقد كان رحمه الله شديد التواضع وكان كثيراً ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ويجلس أمام باب بيته فكان بعض الناس يعتقدون أنه بوابالعمارة وخاصة وأن بشرته قمحية ولكن ذلك لم يكن يضايقه وذات مرة اقترب منه أحد الأخوة المسيحيين وكان جاراً للشيخ في المسكن فلما اقترب من الشيخ محمدصديق لم يعرفه وقال له: لو سمحت يا عم ما تعرفش الشيخ محمد صديق المنشاوي موجود في شقته ولا لأ فنظر إليه الشيخ محمد قائلاً له: حاضر يا بني انتظرلما أشوفو لك وبالفعل تركه الشيخ محمد صديق وصعد إلى شقته وارتدى العمة والجلباب والنظارة ثم نزل إليه وسلم عليه هذا الذي سأل عنه منذ لحظات ولم يقل له الشيخ عندما سأله أنه هو من يسأل عنه حتى لا يسبب له حرجاً لعدم معرفته به وهو صاحب الصيت والشهرة في العالم العربي وقضى لذلك الرجل مسألته.ويحكي لنا الشيخ فتحي المليجي رحمه الله أنه كان في رحله بمرافقة الشيخ المنشاوي والشيخ مصطفى أسماعيل ويقول كنت عينت نفسي على خدمة أرفع القراء ولكن بتواضع وأحساس وفطانة الشيخ المنشاوي كان يحس بما نحتاج ويقوم لأحضاره لنا فكان شديد الفطانه والذكاء والتواضع
2-وفاءه لأهل بلدته الشيخ المنشاوي كان رجلا يحمل أخلاق القرأن فلم تنسه شهرته وأنشغالاته عن بلده التي يحبها من كل قلبه ويحب أهلها البسطاء فكانت علاقته بأهل بلدته لا تنقطع وهذه عادات أهل الصعيد فكان عطوفاً بهم محباً لفقرائهم ذات مره طلب من أولاده وأخبرهم أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضوربعض الوزراء وكبار المسؤلين على العشاء فتم عمل اللزوم ولكننا فوجئوا بأن ضيوفه كانوا جميعاً من الفقراء والمساكين من أهل البلدة وممن يعرفهم منفقراء الحي الذي كنا نعيش فيه.
3-حبه الشديد الى قراءة القرأن بصفه دائمه ومستمرهكان الشيخ محمد لايترك قراءة القرأن أبدا في كل أوقاته ويتضح لنا هذا من أخبار سائقه الخاص الذي يحكي ويقول كنت اسافر مع الشيخ محمد في شتى أنحاء الجمهوريه وأثناء السفر كان لايترك قراءة القرأن وكان يظل يقرأ في المحفل أو العزاء طوال اليوم ومن الطبيعي أن يكون الشيخ مجهد ومتعب من القراءه طيلة هذا الوقت الطويل الا انه أثنا ء ركوبه السياره في العوده كان لايترك قراءه القرأن أيضا وبصوت عالي فكان الشيخ محمد قليل الكلام لايتكلم الا بالقرأن وكان الشيخ المنشاوي أثناء زيارته للعراق في حديث تم تسجيله مع فضيلته عندما طلبو منه الحديث عن نفسه فقال المستضيف للشيخ نحب أن نستمع الى كلمه من الشيخ رد عليهم الشيخ المنشاوي بطريقه طريفه ادخلت السرور على الحاضرين :تحب تسمع كلمه ولا تسمع أيه . وكان حديث الشيخ معهم قراءة ايات من القرأن فقرأ ((الذي خلقني فهو يهدين* والذي هويطعمني ويسقين*وأذا مرضت فهو يشفين ......الى أخر الأيات الكريمه)) الشعراء اية 78 . كذلك كان الشيخ لايترك قراءة القرأن في بيته والأستماع الى القرأن بصوت من عاصروه فكان يعشق الشيخ محمد رفعت وكان متأثرا بصوته وكان يستمع الى كل من عاصروه من القراء مثل عبد الباسط والبنا والبهتيمي وكلهم اصدقاء للشيخ رحمه الله فكان لايترك الراديو باحثا عن أية محطه اذاعيه تذيع القرأن بصوت أحد المقرئين فكان يستمع لهم بدون أستثناء
1-تواضعه رحمه الله
تتضح لنا معالم هذا التواضع في عدة امور فكان الشيخ رحمه الله اشترى السيارة عام 1955م ولم يكن له بها هوى ولكنها فقط كانت تعينه في تنقلاته خارج القاهرة أما فيما عدا ذلك فكان قليلاً ما يركبها. و رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه عندما كان يجلس أمام بيته لا يعرفه الناس فلقد كان رحمه الله شديد التواضع وكان كثيراً ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلباباً أبيض وطاقية بيضاء ويجلس أمام باب بيته فكان بعض الناس يعتقدون أنه بوابالعمارة وخاصة وأن بشرته قمحية ولكن ذلك لم يكن يضايقه وذات مرة اقترب منه أحد الأخوة المسيحيين وكان جاراً للشيخ في المسكن فلما اقترب من الشيخ محمدصديق لم يعرفه وقال له: لو سمحت يا عم ما تعرفش الشيخ محمد صديق المنشاوي موجود في شقته ولا لأ فنظر إليه الشيخ محمد قائلاً له: حاضر يا بني انتظرلما أشوفو لك وبالفعل تركه الشيخ محمد صديق وصعد إلى شقته وارتدى العمة والجلباب والنظارة ثم نزل إليه وسلم عليه هذا الذي سأل عنه منذ لحظات ولم يقل له الشيخ عندما سأله أنه هو من يسأل عنه حتى لا يسبب له حرجاً لعدم معرفته به وهو صاحب الصيت والشهرة في العالم العربي وقضى لذلك الرجل مسألته.ويحكي لنا الشيخ فتحي المليجي رحمه الله أنه كان في رحله بمرافقة الشيخ المنشاوي والشيخ مصطفى أسماعيل ويقول كنت عينت نفسي على خدمة أرفع القراء ولكن بتواضع وأحساس وفطانة الشيخ المنشاوي كان يحس بما نحتاج ويقوم لأحضاره لنا فكان شديد الفطانه والذكاء والتواضع
2-وفاءه لأهل بلدته الشيخ المنشاوي كان رجلا يحمل أخلاق القرأن فلم تنسه شهرته وأنشغالاته عن بلده التي يحبها من كل قلبه ويحب أهلها البسطاء فكانت علاقته بأهل بلدته لا تنقطع وهذه عادات أهل الصعيد فكان عطوفاً بهم محباً لفقرائهم ذات مره طلب من أولاده وأخبرهم أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضوربعض الوزراء وكبار المسؤلين على العشاء فتم عمل اللزوم ولكننا فوجئوا بأن ضيوفه كانوا جميعاً من الفقراء والمساكين من أهل البلدة وممن يعرفهم منفقراء الحي الذي كنا نعيش فيه.
3-حبه الشديد الى قراءة القرأن بصفه دائمه ومستمرهكان الشيخ محمد لايترك قراءة القرأن أبدا في كل أوقاته ويتضح لنا هذا من أخبار سائقه الخاص الذي يحكي ويقول كنت اسافر مع الشيخ محمد في شتى أنحاء الجمهوريه وأثناء السفر كان لايترك قراءة القرأن وكان يظل يقرأ في المحفل أو العزاء طوال اليوم ومن الطبيعي أن يكون الشيخ مجهد ومتعب من القراءه طيلة هذا الوقت الطويل الا انه أثنا ء ركوبه السياره في العوده كان لايترك قراءه القرأن أيضا وبصوت عالي فكان الشيخ محمد قليل الكلام لايتكلم الا بالقرأن وكان الشيخ المنشاوي أثناء زيارته للعراق في حديث تم تسجيله مع فضيلته عندما طلبو منه الحديث عن نفسه فقال المستضيف للشيخ نحب أن نستمع الى كلمه من الشيخ رد عليهم الشيخ المنشاوي بطريقه طريفه ادخلت السرور على الحاضرين :تحب تسمع كلمه ولا تسمع أيه . وكان حديث الشيخ معهم قراءة ايات من القرأن فقرأ ((الذي خلقني فهو يهدين* والذي هويطعمني ويسقين*وأذا مرضت فهو يشفين ......الى أخر الأيات الكريمه)) الشعراء اية 78 . كذلك كان الشيخ لايترك قراءة القرأن في بيته والأستماع الى القرأن بصوت من عاصروه فكان يعشق الشيخ محمد رفعت وكان متأثرا بصوته وكان يستمع الى كل من عاصروه من القراء مثل عبد الباسط والبنا والبهتيمي وكلهم اصدقاء للشيخ رحمه الله فكان لايترك الراديو باحثا عن أية محطه اذاعيه تذيع القرأن بصوت أحد المقرئين فكان يستمع لهم بدون أستثناء
مرضه ودنو أجله في عام 1962ذهب الشيخ محمد لأداء فريضة الحج وأثناء تأديته الفريضه قرأ الشيخ في المسجد الحرام وابكى الحاضرين بلا أستثناء كما سمعت أنه قرأ سورة العلق في مهبط الوحي في غار حراء وما أدراك ماالعلق من المنشاوي والهدوء يصحبه الخشوع لكن الشيخ شعر بالأجهاد والتعب وكانت المؤشر الأول لمرضه . وحيث كانت تربية الشيخ تربيه ايمانيه تربى فيها على حب القرأن وعلى حب المساجد فقد حرص على بناء مسجد أسماه بأسم والده الشيخ صديق والذي أقتتحته الحكومه المصريه عام 1965 وقرأ الشيخ محمد في أفتتاحه من سورة التوبه ((أنما يعمر مساجد الله.....)) وذلك الى جانب مسجده بسوهاج وقد عينته وزارة الأوقاف المصريه مقرئا لمسجد الزمالك بحي الزمالك وظل قارئا فيه حتى توفاه الله وبني له مسجد بأسمه في حي عين شمس بالقاهره وأطلق أسمه على أحد شوارع الجيزهوفي عام 1966م أصيب رحمه الله بدوالي المريء وعند زيارته للعراق عام 1967م كانت البدايه ان ينزف الدم من حلق الشيخ ويشعر بالأجهاد والتعب عندها قطع الشيخ الزياره وغادرالعراق وذهب للوطن ليبدأ العلاج وكان رحمه الله يعلم جيدا بخطورة المرض ودنو أجله وكان يشغل نفسه بقراءة القرآن وكان الشيخ المنشاوي رحمه الله قبل وفاته كان دائم الترديد لحديث رواه مسلم من حديثهريرة رضي الله عنه، ( أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة،عالمٌ وقارئٌ للقرآن، أُتي به )، أي بالعالم، ( أُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: ما فما عملتُ؟ قال: تعلمتُ وعلمت، قال: كذبت، بل تعلمت ليقال عالم وقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في الناس )، عالم يُلقى في النار، وقارئٌ للقرآن ( أُتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فماعملت، قال: قرأتُ فيك القرآن، قال: كذبت، بل قرأت ليُقال قارئ وقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل آتاه الله من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: فما عملت، قال: ما تركت سبيل اتحب أن يُنفق فيها لك إلا وأنفقتُ فيها لك، قال: كذبت، ولكنك أنفقت ليقال هو جواد وقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجلٌ استشهد ) سقط في الميدان شهيدًا فيما ينظر الناس، ( فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملتُ، قال: قاتلت فيك حتى قتلت، قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال شهيد وقد قيل، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار ).فكان رحمه الله يدرك ذلك جيدا وكان يستعيذ بالله أن يكون من هؤلاء ويحكي لنا أبنه الكبير الحاج سعودي أن الشيخ محمد كان عنده بالمحل قبيل وفاته بشهر تقريباً وكان من عادته أن يعطي حذاءه لعامل الورنيش ليمسحه فلما رآه هذا العامل بالمحل أسرع إليه طالباً حذاءه ليمسحه كعادته لأن الشيخ يجزل له في العطاء إلا أن الشيخ محمد قال له: خذ هذه المرة حسابك من سعودي... فقال له عامل الورنيش: ليه يا مولانا.. فقال: لن أدفع مرة أخرى وكانت تلك آخر مرة يحضر فيها إلى المحل وكأنه يعلم بدنو أجله.وظل الشيخ يعاني من المرض أيامه الباقيه وقداستطاع الأطباء أن يوقفوا هذا المرض بعض الشيء بالمسكنات ونصحوه بعدم الإجهاد وخاصة إجهاد الحنجرة إلا أنه كان يصر على الاستمرار في التلاوةوبصوت مرتفع حتى أنه في ايامه الأخيره الذي توفى فيها كان يقرأ القرآن بصوت جهوري الأمر الذي جعل الناس يجلسون بالمسجد الذي كان أسفل البيت ليستمعوا إلى القرآن بصوته دون علمه ولما اشتد عليه المرض نقل إلى مستشفى المعادي ولما علم الرئيس عبد الناصر بشدة مرضه أمر بسفره إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة إلا أن المنية وافته قبل السفر وفاضت روحه الطاهره الى ربها في 20/6/1969م.((يا أيتها النفس المطمئنه أرجعي الى ربك رايضية مرضيه فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي))ولكن للأسف لم يأخذ نبأ وفاته قدرا من الأهميه في الأعلام الا أن دار الأذاعه في لندن أعلنت نبأ وفاته وتمت الجنازه في هدوء تام بعيد عن أعين الأعلام والصحافه - وكأني بالشيخ رحمه يوصي بذلك - فمنذ متى أحب الشهره رحمه الله وفي ذلك موقف نادر يوضح لنا كيف سار الأمر في هدوء تام وبسريه رهيبه يحكيه لنا الشيخ محمد احمد اسماعيل الحنش أكبر معلمى التجويدوالقراءات فى الصعيد ويقول انه كان ولا زال يعمل فى السكه الحديد فى الورشه الفنيه مشرف هناك ويحكي ويقول كان زمان مفيش على السكه الحديد مكان العربيات اللى بتمر فى التقاطع بتاع السكه الحديد مفيش زى دلوقتى اماكن محطات الامر اختلف خالص .المهم مره كان الغفير واقف وراى عربيه كبيره قوى ووجه السواق عليه مصيبه سوداء سأله الغفير بتاع السكه الحديد هو العربيه دى فيها ايه:رد عليه السواق وقاله العربيه دى فيهاالشيخ محمد صديق المنشاوى وميت وكان فى صندوق صرخ الغفير وقاله اه ايه صرخ السواق بصوت واطى وقاله اسكت احنا عملنا كده علشان الدنيا متتقلبشى على بعضهايعنى بمعنى اوضح احنا صاعيدة والناس كلهم بيحبوا الشيخ ممكن لو عرفوا كده هيدفنوه فى مصر وتبقى مصيبه الامر محدش يعرفه الا قليل متفضحناش . ولا شك ان الأمر كان شديد الصعوبه على الأمه بأثرها أن تفقد مثل هذا الرجل العظيم ولكن انا اقولها اننا ما فقدناه ابدا بل هو حي في قلوبنا بأخلاصه وصدقه وحي في اسماعنا بصوته العظيم . كان أستقبال والده الشيخ صديق المنشاوي لنبأ وفاته بالحمد لله ولم يتأثر على الأطلاق تأثر الخارجين عن الرضا بقضاء الله وقدره قائلا : نحن نعيش هذه الحقيقه كل يوم فكيف لا نرضى وانا لله وانا اليه راجعون في الختامأقل من خمسين عاما عاشها شيخنا وقارئنا ومعلمنا الشيخ محمد صديق المنشاوي رحمه الله الذي أستطاع بأخلاصه وبصوته الخاشع الجميل أن يمتلك قلوب محبيه ومستمعيه قبل أن يمتلك الأذان ورغم هذا العمر القصير الا انه كان له الأثر الممتد حتى الأن وبعد وحتى ينادى عليه يوم القامه أقرأ ورتل وارتق جمعنا الله به في الجنه ويكون قارئنا ان شاء الله بصحبة النبي () والصحب الكرام اللهم امين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق